أشعر بوافر الفخر والاعتزاز والفرح بأن أشغل هذا المنصب الرّفيع المتمثّل في رئاسة منظّمة السّلام والصّداقة الدّوليّة؛ لأنّه منصبٌ يضفي على مَنْ يشغله مكانة اعتباريّة راقية، ويسمه بالسّلام والصّداقة والمحبّة، ويشعره بأنّه قد أنجز شيئاً جميلاً للبشريّة مهما كان هذا الشّيء صغيراً ومتواضعاً، ويصوّبه نحو الكثير من أفكار الخير والسّلام والصّداقة والتّعاون والمحبّة والإخاء والعمل المبنيّ على الحقيقة الإنسانيّة الكبرى، وهي أنّنا جميعاً أخوة في الإنسانيّة والوجود، وعلينا أن ننطلق من أخوتنا وتساوينا وتماثلنا في الحقوق والواجبات في إعمار هذا الكوكب الصّغير السّابح في ملكوت اللّه عزّ وجلّ الذي خلقنا بالمحبّة ولها، وأمرنا بالعمل الخيّر قائلاً في محكم تنزيله الكريم ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ التّوبة: 105

   كما أحبّ أن أشير بإكبار وتقدير واحترام إلى الطّواقم المخلصة التي عملتْ في هذه المنظّمة، ورعتها منذ كانتْ فكرة إلى أن تجسّدتْ حقيقةً منذ انطلاق المنظّمة في ممارسة أهدافها بشكل رسميّ في 8-8-2008، ثم استمرّتْ في العمل المخلص الدّؤوب إلى هذه اللّحظة، وهي تسير في الدّرب –بإصرار- على الرّغم من كثرة التّحدّيات وصعوبتها، وتحمّل الرّاية من واحد إلى آخر.

  الكتابة الإبداعيّة والنّقديّة والإعلاميّة التي أحترفُها قد علّمتني جماليّة الفكرة وفنيّات تقديمها للمتلقّي، إلّا أنّ العمل في منظّمة السّلام والصّداقة الدّوليّة -لسنوات طويلة في مناصب مختلفة تدرّجاً من مندوبة للمنظّمة في الأردن، ثم متحدّثة باسمها، وصولاً إلى رئاستها بترشيح من أعضاء فاعلين ومجدّدين في هذا المنظّمة الذين أكنّ لهم التّقدير الكبير، وأعلن دائماً أنّهم الأساس في هذه المنظّمة- قد علّمني أنّ إنسانيّة الإنسان تتمثّل حقيقةً فيما يخلص إليه من أفكار خيّرة، وفيما يحقّقه من عمل في سبيل ذلك، وفيما  يتركه من أثر خلفه من خير وسلام ومحبّة وإنجاز.

  إنّنا لا نتكلّم في منظّمة السّلام والصّداقة الدّوليّة عن سلام الذّل والانهزام، ولا ندعو إلى صداقة الاستلاب والضّعف والتّقليد والانقياد، ولا نرّوج لأفكار مسخ الذّات وإنكار الأصل والجذر والتّاريخ، ولا نريد أن نطمس هويّات الاختلاف، بل على العكس تماماً؛ فنحن نؤمن وننطلق من الإيمان بالسّلام القائم على أخذ الحقوق والكرامة والاحترام والعدالة، ونؤمن بالهويّات واحترام الأصول والجذور والفروق والاختلاف والتّنوّع، ونؤكّد على حقّ الاختلاف دون فرضه على الآخر، وندعو إلى صداقة أساسها المحبّة والقبول والتّساوي والعدالة والإخاء دون تنازل أو مفاوضة على التّخلّي عن أيّ حقوق كانتْ، ونرفض أيّ امتساخ أو امتهان أو استلاب لأيّ إنسان في الوجود تحت أيّ غطاء كان.

  منظّمة السّلام والصّداقة الدّوليّة تؤمن بالإنسان وجوداً وحقيقة وحرّية، وتنبذ أيّ تطرّف أو كره أو ظلم أو تشاحن، وتسعى قولاً وعملاً إلى نشر مبادئ الحبّ والسّلام والخير والعمل والدّعم؛ لذلك هي معنيّة بالعمل التّطوعيّ غير الرّبحيّ كي تقدّم العون للإنسان المنكوب أو المضطهد في كلّ مكان على الرّغم من محدوديّة روافدها الماليّة، كما لا تقبل من التّبرّعات الماليّة والعينيّة إلّا من جهات معلومة تحترم مبادئها ومنطلقاتها وأهدافها.

     كذلك الذين انضمّوا تباعاً إلى منظّمة السّلام والصّداقة الدّوليّة قد عملوا فيها ومعها عملاً تطوّعيّاً من منطلق إيمانهم بأفكارها التي تجذب الكثيرين من البشر المحبّين للخير والدّعم والسّلام والعمل التّطوعيّ.

   من هذا المنبر المشرق المحبّ للجميع أؤكّد أنّنا نفتح الأذرع لكلّ مَنْ أراد أن ينضمّ إلينا، ونرحّب بالأفكار الخيّرة البنّاءة الدّاعمة لنا على المستويات جميعها، ونسعى إلى العمل المخلص يداً بيد مع كلّ مَنْ يرغب في أن يرافقنا في درب الحياة والعمل والمحبّة والتّطوّع والخير وتقديم يد العون لكلّ إنسان مكروب في أيّ بقعة من بقاع العالم بغض النّظر عن جنسه أو عرقه أو لونه أو ديانته، ونصمّم على رفض أيّ ظلم أو قهر أو استلاب أو استقواء إنسان على آخر.

   نحن نؤمن بأنّ الحياة تغدو أجمل بالخير والعمل والمحبّة والإخاء والعون، ونعمل لأجل ذلك لنكون أجمل، وندعوكم جميعاً إلى الانضمام إلينا، ونتوقّع منكم المزيد من الدّعم والمؤازرة.

 لكم جميعاً محبّتنا ودعوتنا المستمرّة كي تكونوا جزءاً من كيان منظّمتنا، وكي تقدّموا لنا الدّعم لاستمراريّة أهدافنا النّبيلة.

الرئيس الفخري للمنظمة

السيدة / د .سناء شعلان

Peace ambassador

MS: Dr. SANAA SHALAN

Honorary Chairman of the Organization

 

 

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this
Language »